البابا لاوون الرابع عشر: الرياضة طريقٌ لبناء السلام

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان | مصدر الصورة: فاتيكان ميديا

طلب البابا لاوون الرابع عشر، قبل تلاوة صلاة التبشير الملائكي مع المؤمنين في ساحة القديس بطرس-الفاتيكان، مواصلة الصلاة على نيّة السلام في الشرق الأوسط وأوكرانيا وفي مختلف أنحاء العالم. وأكّد أن الرياضة طريق لبناء السلام لأنّها مدرسة الاحترام والنزاهة، تغذّي ثقافة اللقاء والأخوّة.

ترأّس الحبر الأعظم صباح اليوم القداس الإلهي في بازيليك القديس بطرس الفاتيكانيّة بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة. وشرح أنّ كلّ نشاط بشريّ جيّد يحمل في داخله انعكاسًا من جمال الله، والرياضة من بين هذه النشاطات. وأشار إلى أنّ الله ليس كائنًا جامدًا أو منغلقًا على ذاته، بل هو شركة، علاقة حيّة بين الآب والابن والروح القدس، تنفتح على البشريّة والعالم. وتسمّي اللاهوتيات هذه العلاقة «بيريكوريسيس»، أي الرقصة: رقصة حبّ متبادل.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

ثم توقف البابا على ثلاثة أبعاد تجعل الرياضة وسيلة ثمينة للتنشئة الإنسانيّة والمسيحيّة.

أوّلًا، في مجتمع تطبعه العزلة، تعلِّم الرياضة قيمة التعاون والمضيّ معًا والمشاركة، وهي في جوهر الحياة الإلهيّة. وهكذا يمكن أن تصبح أداة مهمّة للمصالحة واللقاء بين الشعوب وفي المجتمعات وفي المدارس وأماكن العمل وداخل العائلات.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

ثانيًا، في مجتمع يزداد رقميّة، حيث تقرّبنا التكنولوجيا من البعيد وتبعدنا من القريب، تركّز الرياضة على الجسد والمكان والجهد والزمان الحقيقي. وهي، في مواجهة إغراءات العوالم الافتراضيّة، تساعدنا في البقاء على تواصُل مع الطبيعة والحياة الواقعيّة.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

ثالثًا، شرح الأب الأقدس أنّ في مجتمع تنافسيّ، يروّج فكرة أنّ الأقوياء والناجحين وحدهم يستحقّون الحياة، تعلّمنا الرياضة فنّ الخسارة، وتضعنا أمام واحدة من أعمق حقائق الإنسان: هشاشته وحدوده وعدم كماله. وهذا أمر مهمّ، لأنّ الرجاء يولد من اختبار الضعف. فليس هناك رياضي لا يخطئ أو لا يخسر. وأضاف أنّ الأبطال ليسوا آلات لا تُقهر، بل هم رجال ونساء يجدون الشجاعة للنهوض بعد السقوط. وذكّر بكلام البابا يوحنّا بولس الثاني القائل إنّ يسوع هو الرياضي الحقيقي لله، لأنّه غلب العالم لا بالقوّة، بل بوفاء المحبّة.

وأشار إلى أنّ الرياضة كان لها دور مهمّ في حياة كثيرين من قدّيسي زمننا، سواء بصفتها ممارسة شخصيّة أم أداة للتبشير. وذكر الطوباوي بيير جورجيو فراسّاتي، شفيع الرياضيّين، والذي سيُعلن قدّيسًا في 7 أيلول/سبتمبر المقبل. وأضاف أنّ حياته البسيطة والمضيئة تذكّرنا بأنّ أحدًا لا يولد بطلًا أو قدّيسًا، بل إنّه تمرين يوميّ على المحبّة يقودنا إلى الانتصار النهائي ويجعلنا قادرين على بناء عالم جديد.

البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا
البابا لاوون الرابع عشر يترأّس القدّاس الإلهيّ بمناسبة أحد الثالوث الأقدس ويوبيل الرياضة في بازيليك القدّيس بطرس-الفاتيكان. مصدر الصورة: دانييل إيبانيز/آسي مينا

رسالتنا الحقيقة. انضمّ إلينا!

تبرّعك الشهري يساعدنا على الاستمرار بنقل الحقيقة بعدل وإنصاف ونزاهة ووفاء ليسوع المسيح وكنيسته